حل يوم الثلاثاء الواقع فيه 26 نيسان 2016، وحمل في طيّاته حدثًا فريدًا من نوعه في لبنان والعالم العربي، في حرم كليّة الإبتكار والرياضة في جامعة القديس يوسف.
فعند السّاعة السادسة مساء، في قاعة فرنسوا باسيل، تمّ افتتاح أول ورشة عمل حول "تحديات الإقتصاد الرقمي في مجتمع المعلومات" برعاية وبحضور معالي وزير الإقتصاد والتجارة الدكتور آلان حكيم. استهلت الدكتورة منى الأشقر جبور،
رئيسة الجمعيّة اللبنانيّة لتكنولوجيا المعلومات والخبيرة في معالجة المعلومات القانونيّة وشؤون الجريمة السيبرناتية جلسة الإفتتاح حيث أثنت على أهميّة الإقتصاد الرقمي في عصرنا الحالي وضرورة تطويره وتنميته وتحويل التحديّات التي يشكلها إلى فرص للإنفتاح لبنان على الإقتصاد العالمي، كما أنها شكرت معالي الوزير لتفانيه ورعايته هذا الحدث الذي قام إتحاد جمعيات قدامى جامعة القديس يوسف بإعداده بالتعاون مع الجمعيّة اللبنانيّة لتكنولوجيا المعلومات والمديريّة الرقميّة والإقتصاد في المنظمة الدوليّة للفرانكوفونيّة. ثم عبّر رئيس إتحاد جمعيات قدامى جامعة القديس يوسف، رئيس مجلس شورة الدولة، الرئيس شكري صادر في كلمته عن مدى أهميّة هذا الحدث الذي يمتد على ثلاثة أيام في مجمّع البيرتك في ما روكز، من حيث مكوناته وتأثيراتها الإيجابية في شباب اليوم ومدى ضرورة تنمية وتطوير الإقتصاد الرقمي بهدف مساعدة لبنان على النهوض من الركود الذي يعيشه حاليّاً بسبب الأوضاع السياسية المحليّة والدولية وتشجيع الشباب اللبنانيين على البقاء فيه وتطوير أعمالهم وتحفيز اللبنانيين في بلاد الغربة على العودة. كما شدد على أن اتحاد جمعيات قدامى جامعة القديس يوسف أطلق شعاره الجديد الذي يعكس طموحه وأهدافه ألا وهو "قوّة مواطنيّة في خدمة الوطن" والهدف منها مد يد المساعدة لكل مبادرة تساهم في تنمية لبنان على جميع المستويات ورفع رايته عاليًا في العالم أجمع. بعدئذ، دعا معالي وزير الإقتصاد والتجارة لإلقاء كلمة الختام. فأعرب الدكتور آلان حكيم عن مدى سروره بأن يرعى وبأن يشارك في هذا الحدث لاسيما وأن اقتصاد المعرفة في إطار العولمة يدفع إلى تأمين شبكة ترابط بين الأشخاص والعمليّات من أجل تحقيق تواصل شبكي كبير يكون من شأنه خلق إمكانات جديدة وتجارب غنيّة وفرص اقتصاديّة غير مسبوقة للأفراد وللشركات وللدّول. ثم أشار إلى أنّه وفقًا للباحث الإقتصادي كوب دوغلاس، يعتمد مستوى الإنتاج على ثلاث مكوّنات رئيسة ألا وهي رأس المال واليد العاملة وأبرزها التكنولوجيا التي تُعتبر المحرّك لخلق الوظائف الجديدة ومحاربة الفقر وتنشيط الإقتصاد الذي بات نموّه رهينة التطوّر التكنولوجي. وأضاف إنّه عندما نتحدّث عن التكنولوجيا، لا بد من التحدث عن الشركات المُستخدمة للتكنولوجيا في الماكينة الإنتاجيّة والصناعة الرقمية. فبحسب وزارة الإقتصاد والتّجارة عندما تنجح هذه الشّركات في هذا المجال، تستطيع الإرتقاء باسم لبنان في عالم جديد من التكنولوجيا. كما عرض فوائد الإقتصاد الرقمي كإرتقاء بالخدمات المقدّمة إلى المواطنين وتحسين الكفاءات البشريّة ورفع مستوى إنتاجيّة الموظّفين وتغيير أساليب العمل لخلق فرص عمل متخصصة فضلاً عن تعزيز الإبتكار. وأنهى كلمته مثنيًا على ضرورة دعم الإقتصاد الرقمي من خلال إصدار التشريعات ذات الصلة، وربط كل لبنان على الألياف الضوئيّة وحث المؤسسات التعلميّة على تقديم وتشجيع الإختصاصات المتعلّقة بالتكنولوجيا وأخيرًا إقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وبعدما تم توجيه كلمة شكرإلى المصارف التي ساهمت في دعم ونجاح هذا الحدث وهيCrédit Libanais، Bank of Beirut، وNear East Commercial Bank، دُعي معالي وزير الإقتصاد والتجارة إلى ترؤس الطاولة المستديرة تحت عنوان "تحديات الإقتصاد الرقمي في مجتمع المعلومات" يديرها الأستاذ والصحافي الإقتصادي جوزيف فرح ويشارك فيها نخبة من أصحاب القرار في المجالات الإقتصادية والأكادمية والهيئات الإداريّة: السيد إيمانويل أدجوفي، والدكتور حيدر فريحات، والسيد رامي بو جوده، والدكتور شفيق شايا، والسيد فهد بتينيه، والدكتور خليل خيرالله، والسيد إلياس عزّام، والسيّد ستيفان بازان. بعدما عرض رئيس الجلسة الدكتور آلان حكيم ضرورة اعتماد الإقتصاد الرقمي في غياب الأخلاقيّات على الصعيد السياسي والإجتماعي في محاولة لوضع خطط واضحة واللجوء إلى الإرشاد اللازم لاسيما على صعيد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم أو حتى الصغيرة جدّاً، تناول كل من المشاركين الكلمة فكان إجماع على ضرورة بناء بنى تحتيّة وسياسات وعناويين واضحة للإنترنيت، وعي الأفراد لأهمية استعمال التكنولوجيا، دخول الأسواق الخارجية بفضل الإقتصاد الرقمي، أهميّة تحديد المصطلحات المتعلّقة بالاقتصاد الرقمي والمعرفي والإنترنت، دعم المؤسسات التي أسست حديثًا من خلال خلق شبكة شركات لدعمها وتأمين التدريب لها تتعاون مع المصارف ضمن إطار السياسات الإقتصادية المحفّزة، وخلق ضمن الدراسات الأكاديميّة إختصاصات تتعلّق بالإقتصاد الرقمي كالماجيستير في الإقتصاد الرقمي الذي تمنحه جامعة القديس يوسف لتمكين الطلاّب من من هذا القطاع الذي سيتيح لهم أن يحرزوا نجاحات بارزة في العالم الحالي.
وبعدما رفع الأستاذ جوزيف فرح الجلسة، دُعي الحاضرون إلى حفل كوكتيل.